مستعدّة لتغتصب بضع سموات، تنتصب القذيفة السوداء، مهيبة و فخورة، تنتظر دورها. انها تنظر إلى القرون و السنوات و هي تمرّ، كأنها معلم تاريخي. يبدو لنا أنها
.تحمل من الحكمة الكثير. حكمة و تعقّل يظهرهما اجتياح زهر اليانسون المتحجّر في الأسفل
.القذيفة السوداء تعيش كجنين في رحم غياهب الأعماق و تتابع شريط حياتها أمام عينيها و تنظر إلى مصيرها و هو يُنقَشُ في لاوعيها العميق
في أفق القذيفة، هنالك تفجيرات و غارات، مُدنٌ مُدمّرة و أرواح مهدورة تحت سلطتها و جبروتها. في منظار القنص، نرى عملية تفتّح أزهار سوداء على الأرض التي سيتم الهجوم عليها. عملية فضّ البكارة القادمة سوف تكون ضد هدف ذي قيمة : سوريا
.اختيار مهمّ كهذا لا يمكن للقذيفة إلا أن تفخر به و أن تدمّره تماما حتى آخر حجر من مئات آلاف الحكايات و الاقتصاد المنتعش و الانسانية
هكذا هو تاريخ الانسان. تموت شعوب لتحيا أخرى. تُدَمَّر مدُنٌ لتُبنى أخرى. تُنهب الموارد و الثروات ليعيش البعض حياة أفضل في ظروف أحسن و من أجل تطوّر أكثر .. و لكن إلى متى ؟
بقلــم نايلة المهيري