Sign up with your email address to be the first to know about new products, VIP offers, blog features & more.
[mc4wp_form id="4890"]
Zapisz Zapisz

تــمــدّد

Installation<br>céramique, bois et tissu<br>240x190x160cm Installation<br>céramique, bois et tissu<br>240x190x160cm

وديع المهيري

المصاريع تجلدها الرصاصات والخشب المُغـْبــرّ تنفذ منه”

أشعة الشمس وهي محتشمة

يكاد يداخلها الكدر والضيق لتــدخــّلها في جــوّ غرفة مفعــمة بالكــآبة

في وسطها يرقد سرير قديم ذو قبــّة تداعت أشكاله وامــّحت ألوانه

بما ذرف من دموع في ذكرى شقلبات رائقــة كان يأتيها زوجان حديثا العهد بالزواج

أو ذكرى مداعبة فيها من الجسارة ما فيها ، وقد ألهبتها نار المحــرّمات،

أو ذكرى معانقة قصيرة بعثها هوى جارف يعصف بالخادمة والبستاني،

وكان صرير تلك الألــواح يبلغ سمعه من بعيد، تدفعه إليه

تلك الطاقات المحمومة العاشقة التي ضمـّها واحتضنها في غابر الزمن.

كان وحيدا في العتمة، وكان هيكله المــُرهق المستعبــد

يمهــر بإمضائه النهاية المخزية الفظيعة التي يشهدها

ذلك الركن الضـّيــّق من جنـّة انقلبت جحيما مـتـّقدا.

مــذبح حــديـث تـُساق إليه

العذارى والنساء المحــصنات والأمـّهات، عنــوة،

أو الأنكى – من ذلك أحيانا – بمحض إرادتهــنّ إلى بلــد سحري من الشبق المزيــّن بابتــذال كزينة عاهر عجوز في ماخور .

في ذلك السرير يختلط العالم بـأسره، وتتقاطع النظرات والزفرات

والأنــّات و الدموع والدم والروائح المــُقرفة والخــدوش

والســُباب والاحتقــار

حتى ينتـــفي كلّ ما هو إنساني.

وتتعمــّق الصراعات السياسية، ويغــدو واجب بعض الناس

إشباع الرغبة الحيوانية لدى المحاربين، بل “الجهاديين”،

لأنّ في لفظ “المحاربين” فرط تمجيد لهم،

يغــدو هو الأولوية لتنشيط تلك الشرذمة وإعادة التوازن اليها،

أولئك الذين يقتلون وينهبون ويذبحون ويسرقون باسم الدين.

فإذا بالدين الذي يمنع البغاء والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، يرى نفسه وقد أباح ذلك وســنّ قوانين استثنائية تناسب إكراهات “الجهاد”،

فيظهر ويتطوّر عندئــذ مفهوم للبــغــاء يضفون عليه نعت “الحلال”.

وإذا بأولئك النســاء، دون أن يخامرهنّ شك في مصيرهن المحتوم منذ أن أسلمن أنفسهن للشيطان، قد ذهـبـن – في أغلب الأحيان – إلى حتفهــنّ الذي يوافيهن بفعل تواتر “نكاح” ليس في وسع بشر احتمال تردده،

أو بفعل جــرّهــنّ كما تــُجــرّ المواشي،

يجـرّهـنّ شيوخهـنّ لإخلالهــنّ بالقيام بواجب “الجهاد”، أو لمحاكمتهــنّ خارج ما تعارف عليه الناس من القوانين.

وحينما تمــدّد على ذلك السرير الكبير، الذي كان في ما مضى مكانا مفعما سلما وأمنا، وتحـوّل إلى مشنقة،

قفزت في عروقه نسبة الأدرينالين ، وصارت جميع خلايا جسده في حالة استنفار، تحت أسلات الرصاصات المهــدّدة المرعبة المعلــّقة في سمائه

الراسمة عبارة ” جهاد النكاح” ، كانت الرمزية قويـّة

ويلقى المـــرء نفسه، للحظة من الزمن، وقد وقع في أحبــولة موت مربــّع الأضلاع، وقد غشـّت فكره تلك المخاطرة الطفيفة، وغمــره خوف يمازجه الافتتان.

أتــح لنفسك أن تعانق السماء وأن تمنحها إيــّاها، وإنْ لبرهة من الزمن.

واترك خيالك يتشبع من الفظاعة التي يمكن لتلك القطعة من الأثاث التي لا تؤذي، أن تنقلها إليك، وفكــّر في

جميع أولئك النساء اللاتي يتسلـّلن في معبر الموت

يسبقهن فقدانهن التام لكل كرامة

“لا تخش أن تمــسّ الهلع ، فهو أمر واقع حقـّا…بل هو – على الخصوص – من فعل الإنسان.

    بقلــم نايلة المهيري ترجمة طاهر قوبعة