هدى غربال و وديع المهيري بمشاركة Nikklas Grun.
تنصيبة متكونة من خيوط و ضوء أسود تحت الباب الاسباني بحلق الواد.
في عالم أسود و بارد، تهب رياح الموت المألوفة لتعلن عن بداية الحرب العالمية الثالثة. تحت الأنظار الراعية و الحامية، تُنسَجُ شبكة ذات شكل متحول و تغطيها الحرب. الصراعات القاتلة تندلع تحت أصوات القنابل البشرية التي تعوض القنابل المعدنية. حياة الانسان أصبحت عقيمة.
في مقابل هذا الجود اللّامتناهي الذي تبديه الأرض من ثروات مُهداة كعربون محبة نقيّة و لامشروطة، يبدع الانسان في جشعه و يطعن الطبيعة و الأرض في أحشائها. إنه يفتك بجشع كل الثروات و يسكب بنهم أنهارا من الدماء تطفو فوقها ملايين الجثث المشوّهة.
لا توجد دولة بريئة من هذا الجرم. بدفع من الكره الذي استنشقوه بطريقة منهجية، يحلم العديد من الشباب بعالم خارق للعادة تزيد من غموضه الأوهام فيرمون أنفسهم دون وعي ليصبحوا دمى تصلح لتحقيق أهداف سياسية، و يتسببون في الأثناء بازهاق بضع آلاف أو بضع ملايين الأرواح.
لا يوجد بحر بريء من جُرم ابتلاع الآلاف من الشبان الحالمين بحياة أفضل. حلم غرق في مياه الأرض العميقة ..في مكان لا توجد فيه أمواج.
كل شيء ابتدأ بحلم :
أن تحلم بالأكل لسدّ الرّمق
أن تحلم بأن تعمل في ظروف أفضل
أن تحلم بامتلاك منزل
أن تحلم بتكوين عائلة
أن تحلم بحياة أحسن
كلّ منّا يتبع طريقه لتحقيق أحلامه
الطّرق أصبحت أكثر فأكثر ضيقا و أحيانا مسدودة. كلّ منّا يبذل أقصى قواه لشق طريقه. هناك من يصل إلى خطّ النهاية و هناك من يموت في وسط الطريق.
الجو شديد البرودة على الأرض و رياح الموت تهبّ بقوّة. إنها تتقدم ثمّ تدور دون توقف .. دون أن تتذكر بداية هذه الحلقة المُفرغة.
لقد تم التعبير عن هذه الفوضى عن طريق هذه التنصيبة التي تتمثّل في تخطيط لخارطة العالم على قماش أسود رقيق و شفاف مُطرَّز بخيوط بيضاء مشعّة يضيئها الضوء الأسود ما فوق البنفسجي.
انطلاقا من كلّ دولة، تمّ تعليق خيط أبيض استنادا إلى محور. في طرف الخيط عُلِّقت دمى من الاسفنج لتوضع العديد منها جنبا إلى جنب و كأنها مُفرغة من كلّ روح. إنها تعبيرة افتراضية عن العالم الحقيقي اليوم حيث تغيرت اللعبة و الكلّ يتلاعب و يناور من جهته باسم السلام و الديمقراطية و حرية التعبير. هذه الحرب لن تُسمّى “الحرب العالمية الثالثة” إلا عندما يتذكّر المؤرّخون حقبتنا و يكتبون عنها. في الأثناء، الكارثة هنا.